ورقة الشيخ محمد الفاتح عبدالوهاب في مؤتمر المساجد

 

قال تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة18
وقال:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)}النور

رسالة المسجد تمثل بوصلة التوجية لحركة مجتمع المسلمين بكل مكوناته (رعاة ورعية) حيث تجسد ذلك واقعاً في حياة الأمة عبر رسالة مسجد النبي الكريم  بالمدينة المنورة فكان بحق هو المسجد الانموذج .. إجتمع فيه الناس للصلاة .. وإنعقدت في سوحه رايات كتائب الجهاد ، وتعلّمت الأمة في زواياه القرآن .. وتخرّج في سوحه الفقهاء .. ووزّعت في ساحاته الصدقات والزكوات .. واستُقبل بين سواريه الوفود .. وأقيم خارجه الحدود .. وأنشد فيه حسان (شاعر الرسول  الخاص) الشعر ، ولما أنكر عليه عمر قال (سمعه مني من هو أفضل منك), فسكت عمر  . وما فتىء الناس يذكرون مقولة عمر المشهورة (أصابت إمراة وأخطا عمر) وذلك حين قرر أن يأخذ ما زاد على المهر المتفق عليه ويضعه في بيت المال ، فقاطعته هذه المرأة إعتراضًا علي قرار الخليفة مستشهدة بقوله تعالى :(وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) النساء 20
ولا يستطيع أحدٌ أن ينكر أن النبي  شاهد شباب الأحباش في فناء المسجد وكان يقول لهم (جدوا يا بنى أرقده) ليعلم الناس أن في الإسلام فسحه .. وما هو أعجب من ذلك أن جعل فيه للصحابية رفيده خيمة تداوي فيها المرضى وتضمد الجراح .. وأخرى لبنى غفار . وفوق ذلك فقد كانت البيعة تنعقد فيه لحاكم المسلمين .
وخلاصة القول أن المسجد ليس صومعة منعزلة ، ولا السوق عنه بؤرة منفصلة ، بل السوق هو عمارة المسجد والمسجد هو منارة السوق ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الجمعة 10 .. وبانحطاط المسلمين تقاصرت رسالة المسجد واقتصرت على أداء الصلاة وبالكيفية التي ليس لها أثر على حياة المسلمين إلا القليل .

ويسرنا في مركز إسلانج للدعوة أن يكون لنا هذا السهم على ضعفه .. وهذه الرمية على قصرها .. عسى أن تحرك ساكناً .. مشاركة لجهود آخرين من أهل المساجد .. في تفعيل دور (أفضل البقاع) حتى يعود إليها ألقها القديم .. فتصبح ساحة لأنشطة المسلمين .. رجالاً ونساءً وشباباً .. فتعقد فيه الحلقات وترتفع فيه قيم الإسلام ومثله العليا .. ويجد فيه الضعيف الرحمة ، والجاهل العلم ، والغني البركة ، والمريض المواساة ، وصاحب الحاجة ما يسّد خلته ، ويسود بين حوائطه مبدأ الذلة للمؤمنين والعزة على الكافرين .. وما ذلك على الله بعزيز .. (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى) .
واذا كانت هذه الادوار المتعاظمة قد تجسدت عبرها الوظيفة التي اطلع بها المحتسبون الأوائل .. فانه من المؤمل (إن صدقت النية وأُحسن التخطيط) أن يعود للمسجد دوره الرسالي في إحداث التغيير المنشود كساحة يتربى فيها الصالحون .. ويتحرك عبرها المصلحون لإصلاح الفرد وبناء الاسرة وإعداد الشباب وتوجيه النساء .. وتهيئة الامة .للاضطلاع بدورها المنشود في إحداث التغيير .. علماً بأن المسجد هو الموضع المرشح دون غيره لأداء هذه الرسالة .. هذا وإلا فالطوفان !!
لجان رعاية المساجد – وأشرف الوظائف:

ختاماً لابد للجان رعاية المساجد أن تعلم أنها تتحمل إنابةً عن الأمة عامة وأهل المنطقة خاصة ، وظيفة ناءت الجبال بحملها .. وأنهم يمثلون خلفاء رسول الله  في هذا العمل ، سيما وقد أدى رسول الله  هذه الوظيفة بنفسه وبشقيها (المادي والمعنوي).

أما المادي : فقد عمل  على تشييد المسجد وعمارته بمراتب العمارة الثلاثة.
أ‌-    التخطيط     ب-  التصميم   ج- التنفيذ
ومن المعلوم أنه  عمل مخططاً بالمسجد وذلك بتحديد الموقع وشراء قطعة الأرض.
وأما التصميم فقد قام  بنفسه بتحديد اتجاه القبلة ، وتحديد مساحة المسجد الأفقية وأبعاده الرأسية ، ومواضع الأبواب ، ونوعية المواد المستخدمة في البناء ، ومواضع الأعمدة ، ومنبر الخطبة – والذي مثله جزع النخل .. أما التنفيذ : فقد ورد أنه  شارك في البناء في كلا المسجدين الأوليين (قبا ومسجده الشريف ) وحمل الحجارة والطوب اللبن على عاتقه الشريف ، حتى ارتجز أصحابه وهم يقولون (لئن قعدنا والرسول يعملُ فذلك منا العملُ المضلل).

    وليكن الباعث لهذه اللجان وهي تضطلع بهذه الوظيفة تأسيّاً برسول الله  وهم يقرأون المبشرات النبوية (« مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ » سنن الترمذي) ، وذلك في التشييد .

     أما في الاستدامة والرعاية فليكن الباعث بشارته  وقد دعا  لأحد أصحابه بأن ينور الله قلبه لأنه جلب زيتاً من الشام أنار به مسجده  ، فليكن هذا هو الباعث على بذل الوسع طلباً لما عند الله ، ورغبةً في رضوانه وجنته ، وذلك عبر هذه الرسالة وليعلموا أنه الأصفاء والتكريم في ذروته ..ولا أملك أخيراً إلا أن أوصيهم بسلامة القصد .. وتجديد النية والإقبال على هذه الوظيفة بالجدية التي تؤهلهم لأخذ الأمر بالعزم اللازم والعزيمة الماضية ..

              قد رشحوك لأمر لو فطنت له *** فأربا بنفسك أن ترعى مع الهمل

لما كان المسجد هو منطلق الدعوة الأول ومحضن التربية الأشمل فقد رأينا أن نشارك بتصور  مبدئي يشتمل على الأنشطة التي نقترح أن تكون بهذا المسجد والمعينات المطلوبة حتى يؤدي رسالته .. وزيلنا هذا المقترح ببعض المشروعات التي تمّ تجريبها بمركز اسلانج للدعوة وكان لها ثمرتها الكبيرة في إحداث التغيير الكبير في الفهم والسلوك بالمنطقة .
أولاً نقترح أن تسمى الاجسام المنوط بها إدارة هذه المشروعات (لجان رعاية المساجد) .. ونرى أنه من صميم الرسالة المنوطة بهذه الجان أن تسعى لبسط المبادئ الآتية :

1.    تهيئة البيئة للمسجد الأنموذج (حالاً ومحلاً):-
أن تتحقق عبرها وتتجسد فيها معاني الأمة الواحدة .. وذلك بـ :
1.    الدعوة لإغلاق المتاجر إلى جوارها وتوقف الحركة حال نداء الآذان إلى الصلاة بها .
2.    أن تنزه عن البيع والشراء .. واللغو والمراء .. والصخب وارتفاع الأصوات .. وأن تصان قدسيتها عن لهو الأطفال وعبث أهل الغفلة .. بل من كمال إكرامها تنزيهها عن التحدث بالهواتف .
3.    ومن تمام قدسيتها أن تنظف .. وتطيب وتهيأ بالصورة التي تليق بقدسية الصلاة .
4.    أن تكون ساحة للصلاة والذكر وتعلم الحلال والحرام .. بل ساحة للألفة والمحبة وتوثيق الصلة بين أعضاء الجسد الواحد .. حتى يتحقق عبرها مبدأ الذلة للمؤمنين والعزة على الكافرين..
5.    أن تبرأ ساحاتها عن خلاف المذهبيات وأن يدخلها المصلي بصفة العبودية التي تتجاوز  الأثرة وحب الذات إلى الإيثار والحب في الله .. والصبر على زلات الآخرين .. وإذا أفلحت هذه اللجان في تثبيت هذا المبدأ وحده لكان كافياً للحكم لها بالنجاح  .
6.    أن يسود التعامل بين مرتاديها مبدأ الإعذار والتخلق بأدب الخلاف بين أهل القبلة .
7.    تفقد من تخلف عن الصلاة بها .
8.    زيارة المرضى إلى جوارها .
9.    رحمة أصحاب العيلة في كنفها .
وبهذه الصفات تكون بحق ساحات للترقي في أخلاق الدنيا ومعراجاً لمقامات العارفين في الآخرة.
2.    وقفات مع المسجد الذي تسعى اللجان لرعايته :-
•    أن يتم إحسان اختيار الأمام القدوة والقارئ الماهر الذي يؤم المصلين والمؤذن حسن الصوت المؤتمن على الوقت.
•    توجيه خطبة الجمعة لخدمة قضايا الأمة الكبرى وذلك بعمل موجهات لإعانة الإمام.
•    إحياء فقه المسجدية ببرامج نموذجية بكل محلية وتهيئة المسجد بمكتبة وأماكن للعاكفين وصالة عرض بشاشات رقمية للمحاضرات العلمية والإعجازية وغيرها ممّا تمّ إعداده وتجهيزه من برامج القنوات الإسلامية وذلك ببعض المساجد المختارة .
•    التركيز على تأهيل وصيانة أبنية المسجد وملحقاته سيما الحمامات والميضأة .
•    إحياء سنة الغرس داخل المساجد سيما النخيل وأحواض الزهور وعمل مسابقات سنوية في هذا الشأن بين المساجد لكل محلية .
•    الاهتمام بمصليات النساء وتهيئتها لأعمال الدعوة بين شريحة النساء .
•    تحديد مركز بأحد المساجد بكل محلية للعام الأول ليكون منطلقاً لبعض البرامج الدعوية قبل تكرارها وتعميمها على نطاق واسع في العام التالي .
•    بعض المشروعات العملية المقترحة (حلقة نموذجية) .
•    تكليف مجموعة من الشباب والنساء لرعاية النظافة للمسجد بساحاته ومرافقه .
3.    الحلقات والأنشطة التي نقترح على اللجان تأسيسها :-
•    حلقة مدارسة قرآنية (تصحيح ، تحفيظ ، تجويد ، تفسير) (مرة في الأسبوع) أو أكثر .
•    حلقة مدارسة حديث نبوي (مصطلح، تخريج، تحفيظ، شرح) (مرة في الأسبوع) جامع العلوم والحكم مثلاً .. أو أي كتاب آخر .
•    حلقة مدارسة سيرة وشمائل (مرة في الأسبوع) .
•    حلقة مدارسة فقه عبادات وأسرة (مرة في الأسبوع) .
•    حلقة مدارسة فقه معاملات (مرة في الأسبوع) .
•    حلقة في الرقائق والأدب وعلوم الإيمان (مرة في الأسبوع) .
•    حلقة الجمعة تكون للتواصل الأسري بين المنتسبين إلى الحلقات .
•    أخرى .
4.    المهرجانات التي نقترح أن تكون في كنف المسجد :-

استحداث نظام المهرجانات السنوية وأن تكون جزءا من نشاط مراكز الإشعاع المذكورة مثلاً :
•    مهرجان القرآن الكريم .
•    مهرجان الحديث النبوي والسيرة .
•    مهرجان للإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
•    مهرجان الأخلاق والمثل العليا.
•    مهرجان المرأة الداعية والأسرة ويوم الأم .
•    مهرجان الذاكرين وتعظيم الشعائر .
•    مهرجان العامل الرسالي والموظف القدوة .
•    مهرجان التكافل والتراحم (أشعريون).
•    مهرجان فتية الإيمان وشباب الدعوة .
5.    مشروعات مختارة نوصي بتأسيسها بالمسجد :-
1.    مشروع أشعريون ومشروعات إعانة الضعفة والأيتام .
2.    مشروع راسخون لتوطين العلوم الشرعية وعلوم الطبية .
3.    مشروع وقف الثلث (دعوة للإنفاق) صوت في سحابة .
4.    مشروع الرحمة البستاني (في الغرس وعمارة البيئة) مشروع وقفي .
5.    مشروع إكرام الموتى (رسالة المركز) .
6.    (مشروع المظهر العام ومحاربة التبرج والسفور) صرخة في أودية الرذيلة.
7.    مشروع التوقف للصلاة (قف تزود) إغلاق المحال وتوقف الحركة .
8.    مشروع صندوق الحج .
9.    مشروع محاريب لوقف الخبرات (الترويج للمشروع وسط شرائح المصلين وأصحاب الخبرات).
10.    أخرى
6.    مشروع نظافة وإنارة وتشجير المسجد:-
تكليف جماعة من النساء والرجال برعاية الأنشطة المذكورة بالمسجد .. (وأن تكون جزءاً من الوظيفة التي ألزموا بها أنفسهم) وتوفير احتياجات الصيانة للإنارة والسباكة والمياه وعمل الترميمات السنوية والصيانة الدورية للكهرباء والمياه والتكييف (إن وجد) وكذلك التخطيط والتنفيذ لتنسيق حدائق وأشجار المسجد . وتهيئة المحل للراكعين والساجدين والقارئين والذاكرين .
وهي وظيفة شريفة اضطلع بها إبراهيم قديماً وإسماعيل (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)البقرة 127 وقال تعالى:(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)الحج 26

المعينات المطلوبة بالمساجد الرائدة :-
•    توفير مكتبة للإطلاع والتسليف للمنتسبين للحلقات . تشتمل على مكتبة للأمام يمكن ان تطور لمكتبة عامة حسب حجم المسجد وحاجة المنطقة لهذه الخدمة المهمة .
•    توفير شاشة عرض رقمية وجهاز بروجكتر ، وجهاز DVD ، وجهاز للقرآن الرقمي ، والمعينات الفنية الأخرى .
•    تخصيص غرفة للعاكفين وبوفيه صغير للخدمة .
•    جهاز كمبيوتر + طابعة ليزر A4 .
•    صحيفة حائطية تطبع فصلياً وفي المناسبات.. وأخرى تُعد بواسطة شباب المسجد.
•    تخصيص مساحة داخل حرم المسجد الخارجي لمنشط الرياضة الصحية.
•    أخرى .

التمويل المقترح لأنشطة المسجد :-
•    طرح مشروع كافل داعية .
•    طرح مشروع كافل إمام .
•    طرح مشروع كافل نشاط .
•    طرح مشروع وقف الثلث.
•    أسهم وقفية على أهل الحي ورواد المسجد.
•    مشروعات عقارية وتجارية يخصص ريعها لأنشطة المدعوة بالمسجد .

توصيات إدارية:

1.    أن يشمل مجلس رعاية المسجد الفاعلين من مرتادي الصلاة وألا يتجاوز عددهم السبعة إلى اثنا عشر فرداً .. وأن يكون الإمام من بينهم.
2.    كما نوصي (وتيسيراً لإدارة الأنشطة) أن يتم تكليف لجنة تنفيذية من بين هؤلاء الرعاة وذلك للرعاية المباشرة على ألا يذيد عددهم عن الثلاثة إلى خمسة افراد من الفاعلين .
3.    أن يُمثّل الشباب في مجلسه ولجنة التنفيذ .. وأن تُمثل المرأة في المجلس .
4.    دراسة مشروع (مجلس رعاية المساجد) بكل قطاع جغرافي ، على أن يُمثل في مجلس رعاة مساجد المحلية ، وذلك للتخطيط لرعاة مساجد المنطقة والمشاركة في رعاية برامجها وأن تجتمع دورياً .
5.    أن يتم دراسة مشروع (الخطيب المتنقل) بين مساجد المناطق المذكورة بحيث يتداول الإمامة فيها أئمة هذه المساجد بالتناوب (بصورة دوارة) ، وذلك تجديداً للخطاب المنبري وبسطاً لتنوع الرسالة الدعوية .
6.    تحديد مسجد أنموذج بكل محلية ، يكون محضناً للأنشطة التي ذكرت سابقاً بحيث يكون مرجعاً للآخرين بالمنطقة ومثابةً يتم عبرها تذويد المساجد الأخرى بالأنشطة والدعاة .. على أن يتم دراسة وتقييم هذه التجربة مرة بعد مرة .
7.    الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض المساجد ومحاولة تعميمها عبر هذه المحاضن التي ذكرت .
8.    التأكيد وبقوة على تحديد لحظة انطلاق صوت الآذان للصلوات الخمس بكل محلية ، تفادياً للتضارب الذي يحدث في زمن رفع الآذان وما يترتب عليه سيما في الأوقات الحرجة (الفجر والمغرب) .. سيما والأمر الرباني الذي تقرر (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }النساء103)  .
9.    لابد أن تضطلع لجان رعاية المساجد بدورها في تهيئة البيئة المعيشية المناسبة للإمام والمؤذن وأن تسعى لتوفير حاجتهم الضرورية ، وليعلموا أن رعاية شؤنهم جزءٌ أصيل من إنزال قيم التكافل وإسدائه لمن يستحق ، وصدق رسول الله  (وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى) مسند أحمد، سيما وهؤلاء من خصهم رسول الله  بدعوته (« الإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ » سنن ابي داود)


محمد الفاتح عبد الوهاب
مدير مركز إسلانج للدعوة
إمام وخطيب مسجد إسلانج العتيق
ربيع أول 1434هـ