حداء على الأيك .. وشدوٌ مع الحمائم

 

 

 

 

 

 

 

 

حداء على الأيك .. وشدوٌ مع الحمائم

غَمْرَ الفؤاد ضياؤكم أسيادي
هل في الحقيقةِ واجدٌ إلا كمو
ماذا أقولُ وأنتمو روحٌ سرت
يا داحى الأرض البسيطة للورى
وأقمتَ فيها للحياة موارداً
ورفعتَ سمكاً فوق قبته
يا رافع السمك العظيم منضداً
وفجرت أبواب السماء بوابلٍ
وشققت أرضاً ميتاً فتفاورت
وبسطت في الكون الفسيح دقائقٌ
ولكم أيادٍ في الحياة تنزهت
يا مجرىَ الأنهار رياً للورى
هذا الخرير لصوت حكمتك التي
رباه مالي غير وجهك قبلةً
إني شهدتُ بأنك الحق الذي

 

فطفقتُ ألهج باسمكم وأُنادي
يا مبتغايَ وقبلة القُصّادِ
ما بين غور النفسِ والأكبادِ
يا ناصباً للشّمِ والأطوادِ
جلّت عن الإدراك والتعدادِ
التي ذان الدنا من ضوئها الوقاد
بالساريات وكل نجم غادِ
من ماءِ مزنٍ مغدق ببوادٍ
وكسوتَ للفلواتِ والإنجادِ
في كلِ شيء .. ناطقٍ وجمادِ
عن أن يحيط بحصرها أعدادِ
فوق الأعالي أو ببطن الوادي
هذأت بأفك الضُللِ الأوغادِ
الخير أنت وأنت أنت عمادي
برأ الوجود وساد للأسيادِ

هاتفٌ من بعيد .. وفصول من قصة

وشدوتُ باسمك يا عظيم مرتلاً
ولقد صدحت مع الحمائم باسمكم
فيه البيان معتقاً كلماته
وبه الهداية للأنام جميعهم
جاءت لتحكي للخليقة قصة
وفصولها آياتُ حسنٍ زانها
وبها العقيدةُ للنفوس مضيئةٌ
جاءت لتتحفنا بقصة آدمِ
فيها سمعنا من بعيدٍ هاتفاً
وزئير إعصار عقيم تحته
حدّث عن القومِ الطغاةِ معدداً
واشهد على الطور العظيم تدكدكاً
ولكم عجبنا منهمو من فتية
في كوةٍ عند الوصيد تكوموا

 

سوراً من الآياتِ والأفرادِ
وتلوتُ آياً محكم الأشهادِ
شرفت بمنطقه حروف الضادِ
من تالد الأزمان والآبادِ
من عهدِ أخذ العهدِ للأجداد
هدىٌ كريمٌ .. رحمةُ بعبادِ
نفيُ الشريكِ .. ودعوة الإفرادِ
والفلك والإبحارُ والأطوادِ
صوتُ الخليلِ على الحجيج ينادى
الأجسادُ كالأعجاز فوق رمادِ
ما كان في مدين وقصة عادِ
ونهايةٌ للعجلِ والعبّادِ
في الكهف أحقاباً بغير الزادِ
حقباً من الأزمانِ والآبادِ

الحوض الرويُّ .. وبدايةُ النهاية

هي قصة ممدودة لا تنتهي
وهناك تنشق القبور ويحشروا
والشمس من فوق الرؤوس كوردة
وأتى يسوق القوم ركضاً سائقٌ
وتطايرت ملء الفضاء صحائف
حدّث عن الجوعى العراة معدداً
وهناك أكرم بابن آمنة الذي
يا صاحب الحوض الرويّ تلطفاً
جاءوك شعثاً لائذين تطلعاً

 

حتى يقوم الناس للميعادِ
في غير ما مددٍ ولا إمدادِ
حمراء تلهب عارىَ الأجسادِ
نحو الصراط كوثبة الآسادِ
والناس قد زحفوا على ميعادِ
والخائفون وكل جوفٍ صادِ
لولاه لم نعرف هدىً ورشادِ
بالأمة الظمأ وبالفسّادِ
لشفاعة من كفِ ذي إمدادِ

ومضة بين الجنادل

رباه إن ضاقت علىّ خنائقٌ
وانفض في يوم الكريهة سامرٌ
وبقيتُ وحدي مفردٌ في حفرٍ
وطرحتُ ما بين الجنادل مكرهاً
وسمعتُ للملكان صوت ممحّصٍ
وسئلتُ عن عُمرٍ مضى في غفلةٍ
وعلمتُ ساعتها بأني لم أكن
فتلفتت نفسي لعل منادياً
رباه أنتم من أروم وأرتجي
وهناك أنتم لا ملاذ سواكمو
ثم الصلاة على النبي وآله
أو قام عبدٌ في الدجى متهجداً
أرجو بها بين الأنام إعانة
ما قال عبدٌ قد تسمى باسمكم

 

والتف ساق وارتجفن أيادِ
قد كان قبلُ يموجُ بالرواد
لا خلّ يرجى عندها فأنادِي
وانفض عني الأهل والأولادِ
من ربكم؟ ما دينكم؟ ما الهادي؟
وعن الصلاة وسائر الأورادِ
هيهات إلا بائع لكسادِ
منكم يبّدل شقوتي إسعادِ
لا خير عندي غيركم أو زادِ
بين الجنادل أرتجي وأنادي
ما صاح بالآذان صوت منادِ
في الراكعين ومعشر السجادِ
وبها الهدى والصلح للأولادِ
وشدا بها في الأيك والأعوادِ

م. محمد الفاتح عبد الوهاب

أمسية الأحد 15/شوال 1430هـ

بحري الفيحاء